توصّلت الشركات العالمية المصنعة للسيارات إلى أن عملية التحول الكهربائي بالكامل ليست بهذه البساطة، وإنها بحاجة إلى استراتيجيات ضخمة ودقيقة لتحقيق الأهداف المرجوة، وإن لم يتم تطبيق الخطوات بدقة متناهية، فإن خطأ واحد سوف يؤدي إلى خسائر تُقدر بالمليارات، لهذا لاحظنا في الآونة الأخيرة أن مصنعي السيارات بدؤوا بتغيير مساراتهم قليلاً واتباع سُبل جديدة نحو التحول الكهربائي لتفادي الخسائر الضخمة، حيث أن فئة كبيرة من المشترين لا يزالون غير مهتمين بالسيارات الكهربائية بعد، وفي السطور التالية سوف نستعرض موقف بعض العلامات التجارية من عملية التحول الكهربائي والصعوبات التي تواجهها.
بورش
صرحت الشركة الألمانية في عام 2022 عن نيتها بتحقيق مبيعات تصل إلى 80% من السيارات الكهربائية مع نهاية هذا العقد، لكن مع الطلب البطيء والقليل على هذا النوع من السيارات، أصبحت الشركة غير واثقة من قدرتها على تحقيق هذه النسبة.
ومع ذلك لن تتغير استراتيجيتها بالكامل، وسوف تواصل العمل على هذا الهدف مع إجراء بعض التعديلات البسيطة لتحصل على هدفاً قابلاً للتحقيق، وتوصلت إلى النقاط التالية:
- إزالة طرازات 718 بوكستر و718 كايمان ذات محركات احتراق داخلي من التشكيلة في عام 2025
- إطلاق النسخة الكهربائية من بورش ماكان لتحل مكان نسخة الاحتراق ICE في عام 2026
- وصول الجيل الرابع والكهربائي من طراز كايين في وقتٍ لاحق من هذا العقد
- بدء عملية التحول الكهربائي لسيارة GTS 911 الجديدة مع تجهيزات T-Hybrid
بنتلي
أعلنت الشركة عن تأجيل خططها المتعلقة بالتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية من عام 2030 إلى عام 2033، وذلك بسبب التغيرات العديدة في ظروف السوق، كما أنها تأخرت عن موعد إطلاق أول سيارة كهربائية في 2025 بسبب بعض المشاكل الفنية، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالمنصة التي سترتكز عليها السيارة.
وبالرغم من ذلك، لا تزال الشركة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني وتقديم سيارات كهربائية حصرية في المستقبل، مع الاستمرار في تقديم سيارات هجينة حتى بعد عام 2030.
مرسيدس
تخطط علامة مرسيدس-بنز إلى أن تكون نسبة مبيعات السيارات الكهربائية 50٪ بحلول عام 2030، هذا وكانت قد خططت للوصول إلى هذه النسبة بحلول عام 2025.
وحتى تتمكن من المضي قدماً، ستقوم الشركة بتعديل خطة الإنتاج حسب الظروف في سوق السيارات والأنواع التي يشملها من محركات احتراق داخلي وهجينة وكهربائية بالكامل، حيث لاحظت مرسيدس نمواً واضحاً في سوق السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة بشكل أسرع من النماذج الفاخرة الأعلى تكلفة، ويرجع ذلك إلى السياسات المتبعة في الصين.
لكن لا تزال شركة صناعة السيارات الألمانية عازمة على تقديم العديد من السيارات الكهربائية بدءاً من سيارة السيدان المميزة CLA في عام 2025.
أودي
عدلت أودي خططها لتأخير لطرح 10 نماذج كهربائية جديدة بحلول عام 2026، وصرحت مؤخراً بأنها مضطرة لإنهاء إنتاج طرازي Q8 E-Tron وQ8 Sportback E-Tron بسبب انخفاض الطلب في القطاع الكهربائي بشكل عام.
كما تحدثت الشركة عن المصانع المنتجة للسيارات الكهربائية، فإن لم تجد حلاً مناسباً لاستمرارية تشغيل مصنعها في بلجيكا الذي يعمل على إنتاج هذه السيارات، سوف يتم إغلاقه بالكامل.
تويوتا
على عكس العديد من العلامات التجارية، إن نهج شركة تويوتا نحو السيارات الكهربائية يُعتبر متحفظاً بشكل واضح، إذ أكدت الشركة على التزامها بتقنيتها الهجينة الرائدة، باعتبارها نقطة الانطلاق الأساسية للشركة في رحلتها المدروسة نحو السيارات الكهربائية بالكامل.
وحسب تصريحات رئيس شركة تويوتا، أكيو تويودا، يعتقد أن السيارات الكهربائية لن تتجاوز حصتها في الأسواق نسبة 30%، وسوف تنقسم باقي النِسَب بين السيارات الهجينة، وسيارات خلايا الوقود الهيدروجينية، والسيارات التي تعمل بالوقود العادي، كما شدد على أن أنواع المركبات المطروحة في الأسواق يجب أن تكون بناءً على متطلبات العملاء وليس حسب الاعتبارات التنظيمية أو السياسية.
تواجه شركات صناعة السيارات موقفاً صعباً يضم العديد من التحديثات غير المتوقعة، إذ يتعين عليها العمل حسب لوائح الانبعاثات الأكثر صرامة لسيارات الاحتراق الداخلي، إلى جانب تطوير مجموعة شاملة من السيارات الكهربائية الحديثة، مما يجعل مسعاها مكلفاً للغاية، فما هو مستقبل السيارات الكهربائية في الأسواق العالمية والمحلية؟