تواصل أرامكو السعودية، عملاق النفط العالمي، سعيها الاستثماري الطموح نحو توسعة نطاقها في قطاع الليثيوم، حيث أعلنت الشركة عن خطط لبيع 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام، لتعزيز استثماراتها في هذا المجال الحيوي.
ووفقاً لتقارير صحيفة "فايننشال تايمز"، تأتي هذه المبادرة في وقتٍ حاسم تشهد فيه الأسواق العالمية سباقاً محموماً لتأمين إمدادات الليثيوم، العنصر الأساسي في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية التي تشكل مستقبل صناعة النقل.
مشروع تجريبي واعد لاستخراج الليثيوم
في إطار جهودها لتعزيز استثماراتها في قطاع الليثيوم، أعلنت أرامكو السعودية عن شراكة استراتيجية مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) لتنفيذ مشروع تجريبي لاستخراج الليثيوم. ويقود هذا المشروع شركة "Lithium infinity" (المعروفة باسم Lihytecgh)، وهي شركة ناشئة تم إطلاقها من الجامعة، بالتعاون مع شركة التعدين السعودية "معادن".
وتستهدف هذه الشراكة استكشاف تقنيات مبتكرة لاستخراج الليثيوم من المياة المالحة الناتجة عن عمليات استخراج النفط، مما يعزز التكامل بين قطاعي الطاقة والمعادن في المملكة.
رؤية واعدة رغم التحديات
يواجه مشروع استخراج الليثيوم الذي تقوده أرامكو السعودية تحديات تقنية وتجارية كبيرة، أبرزها أن تقنيات الاستخراج المباشر لليثيوم (DLE) لا تزال في مراحلها الأولى عالمياً، مما يتطلب استثمارات كبيرة لتطويرها وتحقيق الجدوى الاقتصادية. وعلى الرغم من ذلك، ترى المملكة في هذا المشروع فرصة استراتيجية لتعزيز مكانتها في سوق المعادن الحيوية، مستفيدةً من قدراتها التقنية وخبراتها الصناعية.
وفي هذا الصدد، أشار وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، إلى أن مشروع استخراج الليثيوم يمثل خطوة طموحة للمملكة، لكنه أشار إلى أن التقنية المستخدمة لا تزال غير قابلة للتطبيق على نطاق تجاري بعد، وأضاف إلى أن الشراكات مع الجهات الأكاديمية والشركات المحلية والدولية تمثل خطوة أساسية لتجاوز التحديات التقنية وتطوير حلول مستدامة.
التوجه نحو مستقبل مستدام
تتوافق هذه الخطوة مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، إذ يُعد الليثيوم من المعادن الأساسية لتطوير تقنيات الطاقة النظيفة، خاصّة في ظل النمو المتسارع لصناعة السيارات الكهربائية.
هذا وتطمح السعودية إلى بناء قدرات متقدمة في سلسلة إمدادات الليثيوم، بدءاً من الاستخراج والتكرير وصولاً إلى التصدير، مما يسهم في تعزيز موقعها كمركز عالمي لصناعة المعادن الاستراتيجية.
شراكات عالمية لتعزيز الابتكار
إلى جانب شراكتها مع جامعة الملك عبدالله، تسعى أرامكو للتعاون مع شركات عالمية لتطوير تقنيات حديثة ومتقدمة في معالجة الليثيوم، ويُتوقع أن تؤدي هذه الشراكات إلى تحقيق تكامل عمودي يشمل جميع مراحل إنتاج الليثيوم، من استخراج المواد الخام إلى توزيع المنتجات النهائية، مما يدعم جهود المملكة لتحقيق الريادة في هذا القطاع.
نحو ريادة عالمية في سوق الليثيوم
مع تزايد الطلب العالمي على بطاريات الليثيوم لتلبية احتياجات السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة، تعمل السعودية على تحويل التحديات إلى فرص من خلال تسخير مواردها وخبراتها، كما تظهر أرامكو، بمشاريعها الطموحة، التزام المملكة بالمساهمة في مستقبل أكثر استدامة، مع تعزيز اقتصادها وتنويع مصادر دخلها، لتصبح لاعباً أساسياً في سوق الليثيوم العالمي.
أرامكو ورؤية 2030: دعم مستقبل التنقل الكهربائي
مع توسع أرامكو في استثماراتها في قطاع الليثيوم، الذي يشكل أساس تشغيل السيارات الكهربائية، تتسارع خطوات المملكة نحو التحول إلى الطاقة النظيفةـ وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه السوق السعودي نمواً متزايداً في استخدام السيارات الكهربائية، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير من قبل الحكومة في تسهيل هذا التحول، فبجانب محطات الشحن التي تم افتتاحها في مختلف المدن، تسهم استثمارات أرامكو في تطوير بطاريات الليثيوم في دعم نمو هذا القطاع، مما يضع المملكة في طليعة الدول الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.
ختاماً، إن استثمار أرامكو في قطاع الليثيوم ليس الأول من نوعه، حيث سبق لها أن استثمرت في مشاريع استراتيجية أخرى لتعزيز تواجدها في أسواق الطاقة والتقنيات الحديثة، وللاطلاع على تفاصيل إحدى هذه الاستثمارات، يمكنك قراءة مقالشراء أرامكو حصة 10% في مشروع محركات مشترك، كما يُمكنك متابعة أحدث أخبار وتقارير السيارات من خلال زيارة أخبار موتري للسيارات.