في وقت قصير جداً ما بين 1- 20 جزء من الثانية، تتمكن الوسائد الهوائية بالسيارة من إستشعار وقوع الحادث، وتقييم شدته، وتحديد موقع المقعد المهدد بالاصطدام، ونفخ الحقيبة الهوائية والوصول بها للحجم المناسب تلقائياً،فقط جزء من الثانية تستغرقة الوسادة الهوائية لانقاذ حياتك.
وقد جاءت فكرة الوسائد الهوائية لدى احد المهندسين في ولاية بنسلفانيا اثناء القيادة وحصل على اول براءة اختراع داخل الولايات المتحدة بتصنيع تلك الوسائد. وفي عام 1953، بدأت شركات السيارات تجريب الفكرة إلا أن التصاميم المبكرة كانت تعاني من أوجه قصور، ولكن التحسينات مع مرور الوقت ألهمت المزيد من شركات السيارات تبني فكرة الوسائد الهوائية، ووضعها في الاماكن الامامية والجانبية من السيارة، وتم إعتماد الوسائد الهوائية في جميع السيارات الجديدة منذ عام 1999، ولكن هل تعلم انه تم إنقاذ أكثر من 50،000 شخص في الفترة من 1987 إلى 2016، وفقا لإدارة السلامة المرورية على الطرق السريعة الوطنية بالولايات المتحدة الامريكية بسبب الوسائد الهوائية.
ومن خلال تلك المقالة نعرض كيف تعمل الوسائد الهوائية؟ من خلال اربع خطوات تحدد آليةعمل تلك الوسائد المتميزة في وقت قصير.
- الكشف: الوسائد الهوائية بها أجهزة استشعار متطورة تحدد عندما يحدث تصادم هل هو أمامي ام جانبي وهل التصادم خطير بما فيه الكفاية لكي تقوم الوسائد بالفتح ام لا.
- الاتصالات: هنالك وحدة التحكم الالكتروني داخل السيارة تقوم بتقييم ومعرفة المعلومات اللازمة ومكان التصادم بالتحديد ومدى قوته، ثم ترسل على الفور اشارة تنبية الي الوسائد الهوائية حتي تقوم بالنفخ الذاتي داخل كل وحدة كيس هوائي .
- الإشعال: تؤدي الإشارة إلى رد فعل فوري تقريبا وهو مزيج كيميائي ينتج غاز غير ضار، مما يضخ الكيس بسرعات تصل إلى 200 ميل في الساعة.
- الانكماش: هنالك عدة ثقوب صغيرة تسمح للغاز بالتسريب، عند هذة النقطة على المقعد ياتي الاتصال بالحقيبة الهوائية، فان الانكماش الذي يتم بالوسادة يمتص طاقة الشخص الي الامام لمنع اصطدامها بأي شئ اخر.
الحصول على بعض الهواء
إن الوسائد الهوائية، ليست مقتصرة في وجودها على عجلة القيادة، فقد أصبح لها تواجد في عدة اماكن هامة داخل السيارة واثبتت هذه التكنولوجيا انها فعالة جداً في انقاذ الارواح، مما جعل الشركات المصنعة للسيارات تقوم باستخدامها في عدة اماكن مختلفة مثل الستار الجانبي الذي يقوم بحماية الركاب من تحطم الزجاج بخلاف الحماية من الاصطدام، واكياس الهواء الجانبية والتي تقوم بدورها في ابعاد الركاب عن الاصطدام بابواب السيارة، كما تم تخصيص اماكن خاصة بالوسائد الهوائية لحماية مفاصل الركبة لكل من السائق والراكب الامامي، وأيضا تم ادخال وسائد هوائية مركزية تعمل على حماية الركاب من بعضهم بعض، حتي لا يحدث تصادم بين الركاب داخل السيارة.
إختبار الدمي الذكية ومع التقدم التكنولوجي في صناعة السيارات فلا يتم تركيب الوسائد الهوائية داخل السيارة دون القيام بتجارب إختبار عدة قبل إعتمادها وذلك باستخدام الدمي في اختبارات للتصادم، فهذا الاختبار ضروري جداً في تحديد وضع الوسائد الهوائية و اماكن تواجدها، واختبارها على السرعات المختلفة وكيفية فتح الكيس الهوائي وكيف يقوم بالانكماش للوصول الي افضل اختيار للأكياس الهوائية.
وأول دمية تم إستخدامها في مثل تلك الإختبارات اطلق علىها اسم سييرا سام، والتي صُنعت في عام 1949، وهى دمية صناعية تشبه الانسان من حيث الطول والشكل والجسم، وبطبيعة الحال فإن الدمى اليوم متطورة تكنولوجيا للغاية، حيث تصنع من عدة خامات ويوضع لها مفاصل وعدة كي تصبح مشابهة للإنسان في كل شيء فهى دمي مصنوعة من 60 مادة مختلفة، ولديها 30000 جزء وما يصل إلى 60 جهاز استشعار، وتصل تكلفة الدمية الواحدة مليون دولر أمريكي لما تتمتع به من أجهزة استشعار نظرا لأهمية مثل تلك الإختبارات في عالم صناعة السيارات وخصوصا للشركات القائمة على صناعة وتركيب تلك الوسائد.