جنرال موتورز من نقطة البداية إلى يومنا هذا!

تُعدّ جنرال موتورز بلا منازع إحدى الشركات الرائدة في صناعة السيارات، ليس فقط على مستوى الولايات المتحدة، بل على الصعيد العالمي أيضاً. فقد استطاعت الشركة أن تحتل مكانة بارزة بين أكبر مصنّعي السيارات في العالم؛ وهذا ما يجعل لها مركزاً مرموقاً في هذا القطاع.

ما يميز جنرال موتورز هو امتدادها وانتشار معارضها في العديد من الأسواق العالمية، وخاصةً في منطقة الشرق الأوسط كونها تحظى بثقة وإقبال كبيرين من العملاء، والجدير بالذكر أن ريادة الشركة لا تقتصر على الإنتاج الضخم فحسب، ولكن أيضاً في إدارتها لمجموعة من أشهر العلامات التجارية في عالم السيارات.

فإذا كنت أحد المهتمين باستكشاف تاريخ هذه الشركة العريقة، فإن هذا المقال سيوفر لك العديد من الحقائق والمعلومات القيّمة التي تسلط الضوء على مسيرتها الطويلة وإرثها الغني.

أهم الحقائق حول جنرال موتورز

في السطور التالية، نتعمق في تاريخ شركة جنرال موتورز وأبرز الإنجازات على مدار رحلتها الطويلة.

المؤسس

تأسست شركة جنرال موتورز عام 1908 على يد ويليام ديورانت، الذي كان في الأصل صانعاً للعربات ومالكاً لشركة "ديورانت – دورت للعربات"، التي كانت من الشركات الرائدة في تلك الصناعة في ذلك الوقت.

بدأت القصة عندما قرر ديورانت شراء شركة بويك التي كانت تواجه صعوبات مالية كبيرة وشارفت على الإفلاس، ورغم أن ديورانت لم يكن من محبي السيارات آنذاك، حيث كان يراها آلات مزعجة وصاخبة تشكل خطراً على الناس والخيول، إلا أنه قرر منحها فرصة، فقد أخذ ديورانت سيارة بويك بنفسه وقادها على مختلف أنواع الطرق لمدة شهرين، وأُعجب بأدائها للحد الذي دفعه إلى تولي إدارة الشركة في عام 1904.

تجاوزت مبيعات بويك في عام 1908 مبيعات فورد وكاديلاك مجتمعين، وقد نجح دورنت في الانتقال من أكبر شركة لصناعة العربات إلى أكبر شركة لصناعة السيارات في غضون 3 سنوات فقط.

التأسيس

بعد أن حقق ويليام ديورانت نجاحاً كبيراً في فترة زمنية قصيرة في قطاع السيارات، بدأ يراوده حلم إنشاء شركة قابضة تضم تحت مظلتها عدداً من العلامات التجارية الشهيرة في مجال السيارات، وبعد عدة محاولات، تم تأسيس شركة جنرال موتورز، والتي بدأت بضم "أولدزموبيل" بعد نجاحها مع "بويك"، واستمرت الشركة في توسيع استحواذها لتشمل علامات بارزة مثل "كاديلاك"، "إلمور"، "أوكلاند"، "ريلاينس موتور تراك"، و"شركة المحركات السريعة لبونتياك". وفي عام 1909 قررت جنرال موتورز الاستحواذ على شركة فورد إلا أنه وبعد محاولات عدة لم يحالفها الحظ.

طموح ديورانت لم يتوقف هنا؛ ففي عام 1911 تشارك مع سائق السباقات السابق لويس شفروليه لتأسيس علامة "شفروليه"، ومع تحقيق العلامة نجاحاً كبيراً، لم يتردد ديورانت في ضمها إلى شركة جنرال موتورز الأمريكية.

التوسع العالمي

بعد تأسيس جنرال موتورز ونجاحها في ضمها للعديد من العلامات التجارية، اتخذت الشركة من مدينة ديترويت الأمريكية مقراً رئيسياً لها، ومع مرور الزمن توسعت لتصبح قوة عالمية في صناعة السيارات، حيث أنها تملك اليوم حوالي 266 ألف موظف يعملون في مصانعها المنتشرة في 35 دولة حول العالم. 

وقد مرت الشركة بمحطات رئيسية في تاريخها وكان أبرزها عام 2005، عندما حققت مبيعات بلغت 9.15 مليون سيارة تحت مظلة علامات تجارية شهيرة متعددة، مثل: كاديلاك، بويك، شفروليه، جي إم سي، هامر، وغيرها من انواع سيارات جنرال موتورز.

الإفلاس

بدأت ازمة شركة جنرال موتورز بعد تأثرها بالكساد العالمي، فقد تراكمت عليها الديون حتى وصلت إلى أكثر من 38 مليار دولار، الأمر الذي دفعها إلى إعلان إفلاسها في عام 2009 كجزء من خطة إعادة الهيكلة المتفق عليها مع الجهات الحكومية، وجاء افلاس جنرال موتورز كرابع أكبر إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة.

العودة إلى القمة

نجحت استراتيجية جنرال موتورز في تجنب مخاطر الإفلاس بشكل كبير، حيث ركزت على تطوير وإطلاق طرازات تلبي احتياجات العملاء خلال الأزمة الاقتصادية آنذاك؛ مما أدى إلى ارتفاع حجم المبيعات ليصل إلى 8.39 مليون سيارة وشاحنة في عام 2010، وهو العام الذي شهد إطلاق شفروليه فولت الجديدة، التي لعبت دوراً حاسماً في عودة الشركة إلى الصدارة من جديد.  

الشعار

لطالما تميز شعار جنرال موتورز بحروفه الأولى باللون الأسود، إلا أن الشركة قررت مؤخراً إجراء بعض التعديلات على شعارها بهدف إبراز جهودها في مجال السيارات الكهربائية، مؤكدةً أن الرمز الجديد يحافظ على التراث العريق مع وضع لمسة أكثر حداثة.

يرمز التدرج الأزرق الجديد إلى السماء الزرقاء التي تعبر عن الطموح إلى مستقبل خالي من الانبعاثات الضارة، هذه التغييرات تعكس التزام جنرال موتورز بالمساهمة الفعالة في التحول نحو السيارات الكهربائية، حيث تعتزم الشركة إطلاق 30 طرازاً كهربائياً جديداً بحلول نهاية عام 2025.

جنرال موتورز والتحول الكهربائي

كما عهدنا هذه الشركة فهي تسعى دائماً للصدارة في مختلف القطاعات؛ لذا فقد كانت جنرال موتورز من السباقين في التحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية، وبالفعل فقد أصبحت واحدة من أكبر الشركات التي أثبتت جدارتها وخبرتها في صناعة وتطوير الإصدارات الكهربائية.

يبرز النمو السريع لجنرال موتورز في القطاع الكهربائي من خلال نتائج الربع الثالث لهذا العام، حيث سجلت الشركة زيادة سنوية بنسبة 236% في مبيعاتها، ووفقاً لآخر تحديث في شهر أكتوبر، بلغ سعر سهم جنرال موتورز 46.01 دولار أمريكي.

وقد تفوقت العديد من سيارات جنرال موتورز على المنافسين في قطاع السيارات الكهربائية، إلا أن شفروليه بولت كانت إحدى السيارات التي تفوقت في فئتها وحققت أرقام مبيعات مرتفعة.  

أسئلة شائعة عن جنرال موتورز

كم عدد العلامات التجارية التي تمتلكها شركة جنرال موتورز؟

تملك جنرال موتورز أربع علامات تجارية، وهي: شفروليه، وكاديلاك، وبويك، وجي إم سي، وهامر كعلامة تجارية فرعية تتبع شركة GMC. 

متى تأسست شركة جنرال؟

تأسست في عام 1908 على يد ويليام ديورانت.

من هو الأكبر جنرال موتورز أم فورد؟

تعتبر فورد وجنرال موتورز أكبر شركتين لصناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنهما من الشركات التي تلعب دوراً ريادياً في سوق السيارات العالمي، إلا أن جنرال موتورز تحتل الصدارة من حيث حصة السوق الأمريكية.

من هو المالك الحقيقي لشركة جنرال موتورز؟

يتكون هيكل ملكية أسهم شركة جنرال موتورز (GM) من مزيج من المستثمرين المؤسسين، والمستثمرين الأفراد، والشركات العامة، حيث يمتلك المستثمرون المؤسسون حوالي 25.53% من أسهم الشركة، في حين يمتلك المطلعون نسبة 0.18%، بينما تسيطر الشركات العامة والمستثمرون الأفراد على 56.03% من الأسهم. في الختام، يجب التنويه على أن جنرال موتورز كانت ولا تزال واحدة من أبرز الشركات الرائدة في صناعة السيارات على المستوى العالمي، حيث نجحت على مدار تاريخها الطويل في مواجهة التحديات وتجاوز الأزمات بفضل استراتيجيتها المدروسة ورؤيتها المستقبلية، وقدرتها على التكيف مع التغيرات العالمية، لا سيما من خلال التحول نحو السيارات الكهربائية الذي من خلاله استطاعت العلامة أن تعزز مكانتها كقوة كبرى في هذا القطاع. ولقراءة المزيد من المواضيع التي تتعلق بالسيارات محلّياً وعالمياً، يُمكنك زيارة قسم أخبار موتري للسيارات.

-حقوق الصور محفوظة لموقع جنرال موتورز الرسمي.