في خطوة رائدة نحو تعزيز الاستدامة البيئية، أعلنت شركة تويوتا وقسم الهندسة الكيميائية فيها عن تطوير تقنية جديدة لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية ذات الجهد العالي، وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية تويوتا الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني، والتزامها بتطوير حلول صديقة للبيئة تضمن استدامة قطاع النقل الكهربائي وتدعم الانتقال نحو اقتصاد أفضل يعزز من إعادة الاستخدام الفعّال للموارد الطبيعية.
التقنية الجديدة من تويوتا: إعادة التدوير بدون احتراق!
مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية والهجينة، أصبحت الحاجة إلى إيجاد حلول مبتكرة لإدارة البطاريات المستعملة أمراً بالغ الأهمية، ومع الطلب العالمي المتزايد على المعادن والموارد الطبيعية النادرة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، أصبح من الضروري إيجاد طرق فعالة لإعادة تدوير البطاريات، وفي حال عدم إيجادها؛ ستواجه شركات صناعة السيارات مشكلتين رئيسيتن وهُما:
- نقص المعادن: مع مرور الوقت، ستصبح المعادن الضرورية لصناعة البطاريات أكثر نُدرة، مما قد يزيد من تكلفة إنتاج البطاريات الجديدة.
- التلوث البيئي: تحتوي البطاريات المستعملة على مواد كيميائية خطيرة قد تلوث التربة والمياه إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
ومن هذا المنطلق، تسعى تويوتا إلى تقليل الانبعاثات الضارة في جميع مراحل دورة حياة السيارة؛ بدءاً من عملية التصنيع وصولاً إلى إعادة التدوير، وستُحدث التقنية الجديدة التي طورتها تويوتا تحولاً في الطريقة التقليدية لإعادة التدوير، حيث تعتمد على معالجة البطاريات دون الحاجة إلى الاحتراق، مما يسهم في تقليل الانبعاثات الضارة ويزيد من كفاءة استعادة المواد الخام القابلة لإعادة الاستخدام.
طريقة جديدة لإعادة التدوير بدون احتراق
طوّرت شركة تويوتا وقسم الهندسة الكيميائية تقنية مبتكرة لإعادة تدوير البطاريات، بدلاً من الطريقة التقليدية التي تعتمد على حرق البطاريات، حيث تبدأ هذه التقنية باستخراج السوائل القابلة للاشتعال من البطاريات، مما يقلل من خطر نشوب الحرائق أثناء المعالجة.
بعد ذلك، يتم تقطيع خلايا البطارية وإفرازها لاستخراج المعادن الثمينة مثل الألومنيوم والحديد، بالإضافة إلى ما تُسمى بالكتلة السوداء "Black Mass"، وهي مادة تحتوى على معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، وبهذه الطريقة، يتم استرداد المواد القيمة وإعادة استخدامها في صناعة بطاريات جديدة بدلاً من أن تُفقَد في عملية الاحتراق.
كيف تُساهم هذه التقنية في الحفاظ على البيئة؟
توفر التقنية الجديدة لإعادة تطوير البطاريات بدون احتراق فوائد بيئية كثيرة، تشمل خفض انبعاثات الكربون بشكلٍ ملحوظ، وتقليل الحاجة إلى التعدين من خلال إعادة استخدام المواد المسترجعة مما يقلل من استنزاف الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى بناء نموذج اقتصادي وهو ما يُسمى "بالاقتصاد الدائري" وخلق بيئة مستدامة من خلال تعزيز إعادة استخدام المواد بطرق أكثر تطوراً وكفاءة.
وجهة نظر الخبراء في تويوتا
وفي هذا الصدد، تقول يومي أوتسوكا، الرئيسة التنفيذية للاستدامة في تويوتا: "إن الاستثمار في هذه التقنية قد يكون مكلفاً في البداية، ولكنه أمر ضروري لضمان استدامة قطاع السيارات الكهربائية، كما أنه يوفر فرصاً جديدة لنا لتقديم خدمات مبتكرة لعملائنا، مثل تحديث السيارات وتخصيصها بشكلٍ مستدام".
كيف تُسهم هذه الابتكارات في تحقيق الاستدامة البيئية؟
مع تسارع التحول إلى السيارات الكهربائية، ستُصبح الابتكارات في مجال إعادة تدوير البطاريات أكثر أهمية من ذي قبل؛ بحيث إذا استمرت شركات صناعة السيارات في تبني تقنيات إعادة التدوير المتطورة مثل تلك التي قدمتها تويوتا؛ فيُمكن أن نشهد انخفاضاً ملحوظاً في تكاليف إنتاج البطاريات الكهربائية، مما يجعل السيارات الكهربائية أكثر قدرة على التنافس وأقل تكلفة للمستهلكين.
وبناءً على ذلك، ستساهم هذه الابتكارات في تقليل الانبعاثات الضارة التي تؤثر على البيئة، مما يسهم في تسريع تحقيق الأهداف البيئية العالمية، مثل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ليصبح مستقبل السيارات الكهربائية أكثر تطوراً وصداقة للبيئة، مما يعزز الجهود المبذولة نحو عالم أكثر خُضرة واستدامة.
وبهذا، تواصل تويوتا ريادتها في عالم صناعة السيارات والبطاريات بفضل ابتكاراتها المتقدمة التي تلتزم بأعلى المعايير العالمية في الجودة والاستدامة، مما أكسبها العديد من الجوائز العالمية، مؤكدة مكانتها كعلامة رائدة في عالم السيارات، ولقراءة المزيد من التفاصيل حول ابتكاراتها والجوائز التي حصلت عليها، يُمكنك قراءة مقال ابتكارات تويوتا وبطارية الهيدروجين المحمولة ومقال تويوتا العلامة الأعلى قيمة في صناعة السيارات 2025، كما يُمكنك قراءة المزيد حول آخر أخبار وتقارير السيارات محلياً وعالمياً من خلال زيارة قسم أخبار موتري للسيارات.
** حقوق الصور محفوظة لموقع تويوتا