قبل بضع سنوات كان من الصعب تصور وجود سيارات تعمل بالبطارية الكهربائية ولا تحتاج لأي نوع من أنواع الوقود، لكن أصبح ما كان يصعب تصوره حقيقة على أرض الواقع، فقد ساهمت الحاجة الملحة إلى الحد من الاحتباس الحراري والرغبة القوية في السيطرة على انبعاثات الوقود إلى تطبيق مفهوم السيارات الكهربائية وأخذه على محمل الجد أكثر من أي وقت مضى.
ساعدت الطفرة التكنولوجية والصناعية الحاصلة في عالم السيارات والصناعات المغذية لها أيضاً على تسارع انتشار السيارات الكهربائية لتصبح وسيلة نقل فعّالة يمكن الاعتماد عليها، ليس ذلك فحسب، بل شكلت هذه الطفرة دفعة قوية لهذه السيارات كي تغزو الأسواق بشكل كبير خلال فترة وجيزة.
لعل أول ما يتبادر إلى ذهنك عند الحديث عن السيارات الكهربائية هو الفرق بينها وبين السيارات التي تعمل بالوقود، إذ يتجلى الاختلاف بينهما بأن سيارات الوقود تعمل بمحرك البنزين الذي يعتبر أحد أنواع محركات الاحتراق الداخلي، فعندما يطلق السائق شرارة إشعال السيارة، يتم إرسال الوقود من خزان الوقود إلى المحرك لينقل الطاقة إلى ناقل الحركة ثم إلى العجلات، أي أن المشغل الأساسي للسيارة هو الوقود.
أما السيارات الكهربائية، فهي تعتمد في عملها بشكل كامل على الكهرباء المخزنة في البطارية، وبالتالي فإن المشغل الأساسي لها هو شحن البطارية بالكهرباء في محطات الشحن أو في المنزل.
استطلاع رأي إلكتروني
أجرى فريق موتري استطلاع رأي على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة حول السيارات الكهربائية، وشارك فيه أكثر من 400 مشارك ومشاركة من مختلف الأعمار.
شمل استطلاع منصات التواصل الاجتماعي سؤالين كمرحلة مبدئية، السؤال الأول تناول مدى معرفة المشاركين حول الاختلاف بين السيارات الكهربائية وسيارات الوقود، ومن النتائج التي حصلنا عليها تبين لنا أن نسبة 61% لا يعلمون ما هو الفرق بين كلا النوعين، مقارنة بـ 39% كانوا على علم تام بذلك.
هذه النسبة الكبيرة ممن لا يعلمون الاختلاف بينهما تعتبر مؤشر واضح على أن ثقافة السيارات الكهربائية ما زالت تشق طريقها إلى التوسع والانتشار، لذلك ومن هذا المنطلق وتماشياً مع رؤية موتري بأن نكون المرجع الأول لكل ما يتعلق بالسيارات في السعودية، أطلعنا المشاركين على لمحة عامة ومبسطة عن مبدأ السيارات الكهربائية وسيارات الوقود والفرق بينهما، وتطرقنا أيضاً لتوضيح أهم الميزات والعيوب لكل منهما.
وبعد اطلاع المشاركين على الاختلاف بينهما وتوضيح المقصود بمفهوم السيارات الكهربائية، ارتأينا إلى سؤال المشاركين من جديد عن مدى تقبلهم في التخلي عن سيارات الوقود مقابل اقتناء سيارات كهربائية، وكانت النتيجة الصادمة بأن 79% من المشاركين لا يرغبون باستبدال سيارات الوقود بأخرى كهربائية.
لماذا هذا التخوف من التحول إلى السيارات الكهربائية؟
تعددت الأسباب حول تحفظ هذه النسبة الكبيرة من المشاركين وتخوفهم من عدم الرغبة باقتناء سيارات كهربائية بالسعودية، ففي النقاط التالية أدناه لخصنا لكم أبرز الأسباب التي أجمع عليها عدد كبير من المشاركين:
- البنية التحتية ما زالت في أولى مراحلها، ويتم تطبيقها على نطاق محصور لعدد معين من المدن والمناطق
- عدم توفر عدد كبير من محطات شحن السيارات الكهربائية في المملكة
- القلق بشأن المدى الكهربائي للسيارة (المسافة التي تقطعها السيارة بالشحنة الواحدة)، ومخاوف السائقين بشأن احتمال عجز السيارة عن إكمال مسافة الرحلة كاملة، خاصة أن المملكة تتميز بطرقها الطويلة ومسافاتها الشاسعة
- لا شك بأن أسعار الوقود في المملكة العربية السعودية منخفضة نسبياً كونها دولة منتجة ورائدة في هذا القطاع؛ لذلك لا يرى البعض أن التحول نحو الطرازات الكهربائية أمراً مهماً مقابل توفير عائد مادي بسيط
- التخوف من تأثير مناخ المملكة الحار على مدى فاعلية البطارية الكهربائية، فقد أثبتت الدراسات أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر سلباً على المدى الكهربائي للسيارة
- يستغرق شحن السيارة الكهربائية وقتاً طويلاً نسبياً عند مقارنته بالفترة الزمينة البسيطة التي تحتاجها السيارة لملئ خزانها بالوقود
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور رميح الرميح نائب وزير النقل والخدمات اللوجستية ورئيس الهيئة العامة للنقل في لقاء تلفزيوني على أن المملكة تستهدف أن يكون ما لا يقل عن 25% من السيارات فيها كهربائية بحلول عام 2030، مُشيراً إلى أن المملكة تعتزم أن تكون مركزاً لوجستياً عالمياً محوره الرئيسي النقل العام، كما أكد على أن المملكة تتخذ حالياً سلسلة من التدابير المعقدة بالتعاون مع شبكة قوية تجمع بين كل من منظمة النقل العام، ووزارة الطاقة، وهيئة المواصفات من أجل إرساء الأسس المطلوبة لتوفير بنية تحتية تدعم استخدام السيارات الكهربائية في السعودية.
سيارات صديقة للبيئة
لا شك بأن للسيارات الكهربائية العديد من الميزات التي أهلتها لأن تتصدر المبيعات في العديد من دول العالم، ويتربع على رأس هذه الميزات أنها سيارات صديقة للبيئة، أي توافقها مع التوجه العالمي الذي يهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، لذلك يعتبر التحول الكهربائي في قطاع النقل في المملكة وسيلة هامة ومساهمة فعّالة في تحقيق الأهداف الوطنية والعالمية المتعلقة في هذا الشأن.
على الجانب الآخر من الميزان، يعتبر خفض انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060 هو جزء من رؤية المملكة المستقبلية، إذ تسير المملكة بخطى مدروسة وواضحة وبتكامل مع كافة قطاعاتها اتجاه تحقيق هذا الهدف، ومن أبرز هذه الخطوات هو ما صرّح به صندوق الثروة السيادية السعودي عن استثماره في السيارات الكهربائية منذ عدة أعوام، ولعل أبرز هذه الاستثمارات تكللت بالشراكة مع شركة لوسيد موتورز الأمريكية المتخصصة في السيارات الكهربائية، كما لا بد لنا من التطرق إلى استثمار مجموعة عبد اللطيف جميل في شركة ريفيان Rivian الأمريكية للسيارات لتكون واحدة من أوائل وأهم المستثمرين فيها والداعمين لها بقوة.
وفي نهاية حديثنا عن السيارات الكهربائية، يجدر بنا تسليط الضوء على أحد أهم المعارض التي ستقام على أرض المملكة، إذ تستعتد العاصمة وتحديداً في 01 نوفمبر إلى إطلاق "معرض السيارات الكهربائية في الرياض 2022 EV Auto Show" المعرض الأول والأضخم من نوعه في المنطقة، لمعرفة المزيد عن المعرض، اتبع الرابط التالي: تفاصيل معرض السيارات الكهربائية في الرياض 2022 EV Auto Show.